اللغة
القبطية
بقلم محمود
عامر الجندي مفتش آثار مصرية بمنطقة آثار آبيدوس
اللغة القبطية ((TACPI
N Rem N ,/mI
:هي اللغة التي كان يتكلم بها سكان وادي النيل منذ خمسة الاف سنه قبل الميلاد إلي ما
يقرب من القرن الثامن عشر بعد الميلاد،وهي بمثابة اللهجة الدارجة للغة المصرية
القديمة المعروفة باسم الهيروغليفية ،وبمرور الزمن وتغير نظام الحكم مره بعد مره
،وبتوالي احتلال البلاد
أُدخل علي اللغة القبطية
تراكيب وكلمات وتعبيرات أغلبها يونانية ، وكانت الحروف اليونانية قد أدخلت علي
القبطية قبل الميلاد ، بدليل العثور علي نصوص قبطيه وثنيه ،أي لغتها المصرية
وحروفها يونانية وبها حروف ديموطيقية وهذه النصوص محفوظه في متحف باريس ولندن .[1]
وترجع أهمية اللغة القبطية
من الوجهة اللغوية هي أنها الشكل المصري الوحيد الذي يكتب بحروف متحركة .
فاللغة القبطية هي اللغة المصرية القديمة في
تطورها الأخير ،كما ظهرت في الكتابات القبطية منذ القرن الثالث الميلادي وما بعده
لقد ظلت اللغة المصرية القديمة في مراحلها المختلفة لغة الكتابة والتخاطب في مصر
حتي قيام دولة البطالمة وتقرير اليونانية لغة البلاد الرسمية .وبمضي الزمن أخذ
كثير من المصريين يتعلمونها ويستخدمونها في وثائقهم وخطاباتهم حتي ولو كانوا
يجهلونها . ولا جدال في أن اللغة المصرية كانت لا تزال تستخدم في الكتابة الدينية
والتخاطب فضلا عن تحرير العقود والرسائل.
وقد صحب ازدياد اللغة اليونانية ونقص استعمال
الديموطيقية تدوين هذه اللغة بحروف يونانية .وتبع وضع الأبجدية القبطية تنظيم هذه
اللغة المصرية الدارجةلرفعها إلي مصاف اللغات الأدبية ،وأدي ذلك إلي أن ظهرت اللغة
القبطية بآدابها منذ أواسط القرن الثالث الميلادي.[2]
أصل
كلمة قبطي
كلمة قبطي ترجع ف الأصل الي الكلمه المصرية
القديمة(الهيروغليفية) إي _ كا _ بتاح (E-KA-PTAH ) منزل
روح بتاح (the house of the spirit of ptah) إي: تعني منزل ، وكا: تعني الروح
، وبتاح: هو احد اشهر الالهة في مصر القديمة فكلمة قبطي ومصري واحده من ناحية
اللغة.[3]
الأبجدية القبطية
يتكون الخط القبطي من 32 حرف مشتقين من مصدرين :
اول 25 حرف من الابجدية اليونانية (مع العلم ان الحروف
اليونانية يرجع أصلها الي الحروف المصرية القديمة) و7 احرف من الخط الديموطيقي ف
اللهجةالبحيريه بينما استعارت اللهجة الصعيدية ستة أحرف فقط .[4]
وتعددت لهجات اللغة القبطية ما بين :
1- اللهجة الصعيدية :وكانت هذه
اللهجة السائدة والرسميةالمختارو لترجمة الانجيل .
2- واللهجةالبحيريه :وهي لهجه
الترانيم ف الكنيسة .
3- وهناك أيضا لهجات أخري
متعددة (فيوميه ، أخميمية ، شبه أخميميه ، منفيه وغيرها )[5]
كما أن استعمال اللغة القبطية بجانب اللغة العربية في
مصر لمده طويله من الزمن قد ترك آثارا قبطيه كثيره في لغتنا العربية الدراجة
ككلمات وتعابير وتراكيب أثرت علي تعابير وتراكيب اللغة العربية الدارجة في مصر حتي
نطق هذه الأخيرة حتي أصبحت لغة مصر الدارجة مختلفة بالمرة عن سائر لهجات اللغة
العربية المستعملة في الأقطار المجاورة لمصر ليس فقط في معجمها بل وفي نحوها
وصرفها.[6]
وبدأ اضمحلال اللغة القبطية في القرن التاسع ،وأخذت
العربية تناهضها ،ويؤيد ذلك وثيقه هامه عن الرؤيا المنسوبة خطأ لإبنا صموئيل
القلموني من القرن العاشر ،وتحوي حثاً مؤثرا علي الاهتمام باللغة القبطية ،ومنها
نعرف أن اللغة العربية بدأت تحل محل اللغة القبطية في هذا القرن حتي في معظم جهات
الوجه القبلي .[7]
وكتب المصريون الأقباط لغتهم
علي أنواع متنوعه مثل البردي أو من الشرائح الرقيقة لجلد الغزال المجففة والتي
استخدمت حتي القرن الثالث عشر .
وهناك أنواع مختلفة من
الكتابة بدأت تظهر من القرن الثالث عشر الميلادي تُسمي الأوستراكا وهي أجزاء من
أواني فخاريه حيث قدمت سطوحها وسيله أخري للكتابة وبأسعار معقوله .وكتبت بها
المراسلات ،النصوص القانونية والعقود والاتفاقات وكذلك الوثائق الضريبية وكذلك
نصوص المزامير وكانت مع العديد من انواع النصوص التي ظهرت علي الأوستراكا من العصر
القبطي .وكان يذكر علي الأوستراكا أيضا مراراًوتكراراً أسماء القري والأديرة وكذلك
مواقع مشابهه للتي كانت مذكورة في أوراق البردي .[8]
وأمثله قليله تظهر نصوصا
تحوي كلا من القبطية واليونانية او اليونانية فقط .[9]
وكانت قطع الفخار تستعمل من
قبل الاقباط للكتابة كالورق والبردي وعلي هذه القطع نصوص بالقلم القبطي بمداد أسود
كان يصنع خصيصا لكتابة الفخار وبالرغم من أن هذه القطع تكاد تكون متشابه في نصوصها
إلا أنه عثر علي نصوص تاريخيه هامه فمنها ما يشمل المكاتبات التي كان يرسلها
الاباء الرهبان لروؤساء أديرتهم وعرف لنا الشيء الكثير عن أحوالهم المعيشية
وحياتهم ومنها أيضا إيصالات وكمبيالات وكشوف حسابات واذونات تسليم وعقود زواج ومبايعات ووصايا للميراثومجادلات
لاهوتية وخلافها.
كذلك الاحجار المكتوبة التي استعملت كشواهد للقبور والتي عثر عليها في
المقابر والجبانات القبطية بجهة سقاره والاشمونين والفيوم واسيوط واسوان وتختلف
انواع الاحجار المصنوعة منها هذه كشواهد بحسب الجهات التي كانت مستعمله بها .
ومن الغريب انه باختلاف
الجهات وانواع الاحجار كان تنوع الكتابات المنقوشة علي الحجر وذلك تبعا لصلابة او
سهولة هذه الاحجار وكانت تتنوع أيضا الكتابة وشكل أسلوبها الانشائي المخطوط عليها
تبعا لاختلاف هذه الجهات.[10]
وبهذا يمكننا القول أن اللغة
القبطية تعتبر أخر مرحله وصل إليها اللسان المصري القديم الذي كان أول من بدأ يكتب
معبراً عما في قلبه وما يريده داخل المجتمع بحروف سواء كانت تصويريه أو اشارات لها
دلاله صوتيه ، فاللغة القبطية لها صلة قرابه فرعونيه متأصله داخل كلماتها وقواعدها
وتعبيراتها وكل ما فيها ، حتي أن كل من تنازعه مشاعره ليكون مصرياً أصيلا فرعونيا
ونبت تلك الكنانة سنجده ولو عاطفيا يحنو نحو اللغة القبطية لأنها من دمه وعلي
لسانه دون أن يدري .
للمزيد تابعونا من
للدورات المجانية اشترك في
القناة
[1]اليكس
مالون ، المرجع في قواعد الللغهالقبطيه ، ت ، ملاك ميخائيل ، حبيب الشاروني ،
1969،ص 13 ،14 ،18
[2]المرجع
في قواعد اللغهالقبطيه مترجم من كتاب Alexis mallon
,s.j,grammairecoptemquatriemeeditin , revae par
michelmalinineimprimeriecatholique,beyrouth 1969، ترجمة ملاك ميخائيل ، حبيب الشاروني
[3]Adeebbasili maker , the Coptic language introduction ,p.4
[5]Lambdin .t.,sahidic Coptic ,p.8
[6]جورج
صبحي ،قواعد اللغهالقبطيه ،1965،ص4،3
[7]اليكسسمالون،المرجع
ف قواعد اللغهالقبطيه ، ت، ملاك ميخائيل ، حبيب الشاروني ،1969،ص 31
[8]W. E. crum , Coptic ostraca, London,1902,p18
[9]supreme council of antiquities exhibition,Coptic art revealed , 2010,cairo p213.
[10]نفس
المرجع السابق ،ص91.
0 التعليقات: