الثلاثاء، 25 مارس 2014

الانسان المصري القديم ج2

نشرت من طرف : Unknown  |  في  7:27 م

الانسان المصري القديم ج2

د/ نزيه سليمان


اذا تغيرات الدنيا وتبدل الكون لايمكن ان ينتقل القلب من مكان الى مكان، فما عسانا ان نمتلك من قلوبنا، هكذا هي الانساب دائما لا تبلى ولا تصدى ولا تنسى، ومن غابر العصور والمصري القديم يدفع وقته وجهده وعرقه وحياته ليبني مجدا عظيم تتوارثه الاجيال وتدافع عنه بالنفس والنفيس ولا يكترث احدا بحياته لفداء هذا المجد الذي لا يعدوى الا ان يكون (مصــــــــر) ذلك المجد الباقي والارث التليد الذي لا يجاوزه شرف ولا يعاديه الزمن ولا يفتخر احدا بمثل افتخاره بكونه ابن تلك الارض وهذا النيل، وفي الحلقة الماضية تحدثت عن الانسان المصري القديم في عصر ماقبل الاسرات والعصر الحجري واليوم نكمل الحديث
الجنس البشري في مصر الفرعونية:
إذا كان هذا عن المصريون في العصور التي سبقت التاريخ، فماذا عن الأجناس التي بنت الحضارة المصرية القديمة.
سلالة عصر بداية الأسرات:
ثمة شيء لابد من يتفق عليه قبل الحديث عن هذه السلالة، التي لها الفضل العظيم على حضارات العالم القديم والحديث:
1-
المصريون (أصحاب الحضارة الفرعونية) شعب أصيل في مصر ولم يفدوا إليها من مكان أخرى.
2-
المصريون الأصليون يبدأون الحضارة وهما شعب متجانس تجانس تماما في الصفات والتركيب.
3-
إحتمالات الإختلاط الجنسي (امتزاج جنس بشري بجنس أخر) قلٌت بصورة كبيرة منذ بداية عصر الأسرات.
وتختلف ارآء العلماء في تحديد هذا الأصل البشري إلى عدة نظريات أهمها 
1-
أن هذا الأصل نشأ من جنس نقي واحد 
2-
أن هذا الأصل نشأ من اختلاط وتعدد الأصول الجنسية التي دخلت في تكوين هذا الأصل، وقد امتزجت هذه الأصول وإندمجت حتى كونت هذا الأصل.
والرأي السائد بين الأنثربيولوجيين هو رآي سليجمان، وهو إن أصل المصريون هو الجنس الحامي الشرقي، الذي انتشر في شمال افريقيا في العصور الحجرية.
وإن لم يخلو هذا الجنس البشري من الإختلاط مع غيره من الأجناس، وإن كان التأسير السائد والصفات الغالبة جميعها للجنس الحامي، مع عدم إغفال للصفات الجنسيه الأخرى للزنوج والأريين وشعوب البحر المتوسط.
سلالة عصر الأسرات الفرعونية:
ومن سلالة ما قبل الأسرات انبثقت السلالة المصرية في عصر الأسرات، فهي إمتداد لها في الصفات الجسمية، ولقد ترك لنا المصريون في عصر الأسرات متاحفاً من البقايا العظيمة والجسدية الكاملة التي تعطينا صورة واضحة لصفات الأنثربيولوجية للمصريين في تلك الفترة، ساعد على بقاء تلك الهياكل والأجساد براعة المصريين في فن التحنيط، وعادات الدفن عندهم، وكذلك جفاف البيئة المصرية خاصة في الصحروان والذي ساهم في الحفاظ على هذه الأجساد بصورة سليمة، وإلى جانب تلك الأجسام البشرية والهياكل العظمية ترك لنا المصري القديم صورة كاملة لصفاتهم الجسدية تتبلور هذه الصورة بوضوح في الاف التماثيل والمناظر والرسوم التي تعطينا فكرة عن تركيبهم الأنثربيولوجي، ومن خلال تلك البقايا الجسدية والعظمية، والتماثيل والرسوم تظهر مجموعة من الحقائق العلمية الثابته وهي:
1-
كان النمط الجسدي السائد في مصر في تلك الفترات هو النحيف المعروق Wiry ذو الحوض الضيق، والأقدام والأيدي الصغيرة نوعاً ما، مع الرأس والوجه الإنسيابي، البديع الشكل، مع لون بشرة قمحي عبرت عنه الرسوم، وذلك شعر أسود أو بني داكن للجنسين، وعينان بنيان دائماً.
2-
هناك بعض الحالات الشاذه في بعض الفترات، فمثلا نجد الرسوم تمثل أبنة الملك خوفو بشعر أصفر محمر، والبشرة بيضاء، قد يكون ذلك راجع إلى أصول غير مصرية مثلاً ليبية تسربت إلى العائلة المالكة، وهذا يدل على تسرب دماء أجنبية إلى مصر على الأقل في الأسرات المالكة، وقد استمر هذا التسرب خلال التاريخ المصري مع زيادة ملحوظة خاصة بعد نهاية الدولة الوسطى.
3-
في عصر بناء الأهرامات تدل الرسوم والبقايا الجسدية على تكور في التكوين الأنثربيولوجي للسكان، بحيث يصبح السائد بين السكان عنصر أعرض وأضخم بنية، وذو جماجم عريضة ومنتفخة، ووجه أعرض وفك أشد وأغلظ، وأخذت هذه الصفات تنتشر من الشمال إلى الجنوب حتى بلغت النوبة في عهد الدولة الوسطى، وابلغ مثال على هذا النمط تمثال شيخ البلد المعروف، والذي يمثل هذا النمط الجسدي بصورة واضحة.

للمزيد تابعونا من 
للدورات المجانية اشترك في القناة



شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

back to top