جميع المواضيع
‏إظهار الرسائل ذات التسميات يوناني روماني. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات يوناني روماني. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 25 مارس 2014



اللغة القبطية
بقلم محمود عامر الجندي مفتش آثار مصرية بمنطقة آثار آبيدوس

اللغة القبطية ((TACPI N Rem N ,/mI :هي اللغة التي كان يتكلم بها سكان وادي  النيل منذ خمسة الاف سنه قبل الميلاد إلي ما يقرب من القرن الثامن عشر بعد الميلاد،وهي بمثابة اللهجة الدارجة للغة المصرية القديمة المعروفة باسم الهيروغليفية ،وبمرور الزمن وتغير نظام الحكم مره بعد مره ،وبتوالي احتلال البلاد
أُدخل علي اللغة القبطية تراكيب وكلمات وتعبيرات أغلبها يونانية ، وكانت الحروف اليونانية قد أدخلت علي القبطية قبل الميلاد ، بدليل العثور علي نصوص قبطيه وثنيه ،أي لغتها المصرية وحروفها يونانية وبها حروف ديموطيقية وهذه النصوص محفوظه في متحف باريس ولندن .[1]
وترجع أهمية اللغة القبطية من الوجهة اللغوية هي أنها الشكل المصري الوحيد الذي يكتب بحروف متحركة .
فاللغة القبطية هي اللغة المصرية القديمة في تطورها الأخير ،كما ظهرت في الكتابات القبطية منذ القرن الثالث الميلادي وما بعده لقد ظلت اللغة المصرية القديمة في مراحلها المختلفة لغة الكتابة والتخاطب في مصر حتي قيام دولة البطالمة وتقرير اليونانية لغة البلاد الرسمية .وبمضي الزمن أخذ كثير من المصريين يتعلمونها ويستخدمونها في وثائقهم وخطاباتهم حتي ولو كانوا يجهلونها . ولا جدال في أن اللغة المصرية كانت لا تزال تستخدم في الكتابة الدينية والتخاطب فضلا عن تحرير العقود والرسائل.
وقد صحب ازدياد اللغة اليونانية ونقص استعمال الديموطيقية تدوين هذه اللغة بحروف يونانية .وتبع وضع الأبجدية القبطية تنظيم هذه اللغة المصرية الدارجةلرفعها إلي مصاف اللغات الأدبية ،وأدي ذلك إلي أن ظهرت اللغة القبطية بآدابها منذ أواسط القرن الثالث الميلادي.[2]
أصل كلمة قبطي
كلمة قبطي ترجع ف الأصل الي الكلمه المصرية القديمة(الهيروغليفية) إي _ كا _ بتاح (E-KA-PTAH ) منزل روح بتاح   (the house of the spirit of ptah) إي: تعني منزل ، وكا: تعني الروح ، وبتاح: هو احد اشهر الالهة في مصر القديمة فكلمة قبطي ومصري واحده من ناحية اللغة.[3]
الأبجدية القبطية
يتكون الخط القبطي من 32 حرف مشتقين من مصدرين :
اول 25 حرف من الابجدية اليونانية (مع العلم ان الحروف اليونانية يرجع أصلها الي الحروف المصرية القديمة) و7 احرف من الخط الديموطيقي ف اللهجةالبحيريه بينما استعارت اللهجة الصعيدية ستة أحرف فقط .[4]
وتعددت لهجات اللغة القبطية ما بين :
1-     اللهجة الصعيدية :وكانت هذه اللهجة السائدة والرسميةالمختارو لترجمة الانجيل .
2-     واللهجةالبحيريه :وهي لهجه الترانيم ف الكنيسة .
3-     وهناك أيضا لهجات أخري متعددة (فيوميه ، أخميمية ، شبه أخميميه ، منفيه وغيرها )[5]
كما أن استعمال اللغة القبطية بجانب اللغة العربية في مصر لمده طويله من الزمن قد ترك آثارا قبطيه كثيره في لغتنا العربية الدراجة ككلمات وتعابير وتراكيب أثرت علي تعابير وتراكيب اللغة العربية الدارجة في مصر حتي نطق هذه الأخيرة حتي أصبحت لغة مصر الدارجة مختلفة بالمرة عن سائر لهجات اللغة العربية المستعملة في الأقطار المجاورة لمصر ليس فقط في معجمها بل وفي نحوها وصرفها.[6]
وبدأ اضمحلال اللغة القبطية في القرن التاسع ،وأخذت العربية تناهضها ،ويؤيد ذلك وثيقه هامه عن الرؤيا المنسوبة خطأ لإبنا صموئيل القلموني من القرن العاشر ،وتحوي حثاً مؤثرا علي الاهتمام باللغة القبطية ،ومنها نعرف أن اللغة العربية بدأت تحل محل اللغة القبطية في هذا القرن حتي في معظم جهات الوجه القبلي .[7]
وكتب المصريون الأقباط لغتهم علي أنواع متنوعه مثل البردي أو من الشرائح الرقيقة لجلد الغزال المجففة والتي استخدمت حتي القرن الثالث عشر .
وهناك أنواع مختلفة من الكتابة بدأت تظهر من القرن الثالث عشر الميلادي تُسمي الأوستراكا وهي أجزاء من أواني فخاريه حيث قدمت سطوحها وسيله أخري للكتابة وبأسعار معقوله .وكتبت بها المراسلات ،النصوص القانونية والعقود والاتفاقات وكذلك الوثائق الضريبية وكذلك نصوص المزامير وكانت مع العديد من انواع النصوص التي ظهرت علي الأوستراكا من العصر القبطي .وكان يذكر علي الأوستراكا أيضا مراراًوتكراراً أسماء القري والأديرة وكذلك مواقع مشابهه للتي كانت مذكورة في أوراق البردي .[8]
وأمثله قليله تظهر نصوصا تحوي كلا من القبطية واليونانية او اليونانية فقط .[9]
وكانت قطع الفخار تستعمل من قبل الاقباط للكتابة كالورق والبردي وعلي هذه القطع نصوص بالقلم القبطي بمداد أسود كان يصنع خصيصا لكتابة الفخار وبالرغم من أن هذه القطع تكاد تكون متشابه في نصوصها إلا أنه عثر علي نصوص تاريخيه هامه فمنها ما يشمل المكاتبات التي كان يرسلها الاباء الرهبان لروؤساء أديرتهم وعرف لنا الشيء الكثير عن أحوالهم المعيشية وحياتهم ومنها أيضا إيصالات وكمبيالات وكشوف حسابات واذونات تسليم  وعقود زواج ومبايعات ووصايا للميراثومجادلات لاهوتية وخلافها.
كذلك الاحجار المكتوبة التي استعملت كشواهد للقبور والتي عثر عليها في المقابر والجبانات القبطية بجهة سقاره والاشمونين والفيوم واسيوط واسوان وتختلف انواع الاحجار المصنوعة منها هذه كشواهد بحسب الجهات التي كانت مستعمله بها .
ومن الغريب انه باختلاف الجهات وانواع الاحجار كان تنوع الكتابات المنقوشة علي الحجر وذلك تبعا لصلابة او سهولة هذه الاحجار وكانت تتنوع أيضا الكتابة وشكل أسلوبها الانشائي المخطوط عليها تبعا لاختلاف هذه الجهات.[10]
وبهذا يمكننا القول أن اللغة القبطية تعتبر أخر مرحله وصل إليها اللسان المصري القديم الذي كان أول من بدأ يكتب معبراً عما في قلبه وما يريده داخل المجتمع بحروف سواء كانت تصويريه أو اشارات لها دلاله صوتيه ، فاللغة القبطية لها صلة قرابه فرعونيه متأصله داخل كلماتها وقواعدها وتعبيراتها وكل ما فيها ، حتي أن كل من تنازعه مشاعره ليكون مصرياً أصيلا فرعونيا ونبت تلك الكنانة سنجده ولو عاطفيا يحنو نحو اللغة القبطية لأنها من دمه وعلي لسانه دون أن يدري .


للمزيد تابعونا من 
للدورات المجانية اشترك في القناة

 




[1]اليكس مالون ، المرجع في قواعد الللغهالقبطيه ، ت ، ملاك ميخائيل ، حبيب الشاروني ، 1969،ص 13 ،14 ،18
[2]المرجع في قواعد اللغهالقبطيه مترجم من كتاب Alexis mallon ,s.j,grammairecoptemquatriemeeditin , revae par michelmalinineimprimeriecatholique,beyrouth 1969، ترجمة ملاك ميخائيل ، حبيب الشاروني

[3]Adeebbasili maker , the Coptic language introduction ,p.4  

[5]Lambdin .t.,sahidic Coptic ,p.8 
[6]جورج صبحي ،قواعد اللغهالقبطيه ،1965،ص4،3
[7]اليكسسمالون،المرجع ف قواعد اللغهالقبطيه ، ت، ملاك ميخائيل ، حبيب الشاروني ،1969،ص 31
[8]W. E.  crum , Coptic ostraca, London,1902,p18
[9]supreme council of antiquities exhibition,Coptic art revealed , 2010,cairo p213.
[10]نفس المرجع السابق ،ص91.

اللغة القبطية



اللغة القبطية
بقلم محمود عامر الجندي مفتش آثار مصرية بمنطقة آثار آبيدوس

اللغة القبطية ((TACPI N Rem N ,/mI :هي اللغة التي كان يتكلم بها سكان وادي  النيل منذ خمسة الاف سنه قبل الميلاد إلي ما يقرب من القرن الثامن عشر بعد الميلاد،وهي بمثابة اللهجة الدارجة للغة المصرية القديمة المعروفة باسم الهيروغليفية ،وبمرور الزمن وتغير نظام الحكم مره بعد مره ،وبتوالي احتلال البلاد
أُدخل علي اللغة القبطية تراكيب وكلمات وتعبيرات أغلبها يونانية ، وكانت الحروف اليونانية قد أدخلت علي القبطية قبل الميلاد ، بدليل العثور علي نصوص قبطيه وثنيه ،أي لغتها المصرية وحروفها يونانية وبها حروف ديموطيقية وهذه النصوص محفوظه في متحف باريس ولندن .[1]
وترجع أهمية اللغة القبطية من الوجهة اللغوية هي أنها الشكل المصري الوحيد الذي يكتب بحروف متحركة .
فاللغة القبطية هي اللغة المصرية القديمة في تطورها الأخير ،كما ظهرت في الكتابات القبطية منذ القرن الثالث الميلادي وما بعده لقد ظلت اللغة المصرية القديمة في مراحلها المختلفة لغة الكتابة والتخاطب في مصر حتي قيام دولة البطالمة وتقرير اليونانية لغة البلاد الرسمية .وبمضي الزمن أخذ كثير من المصريين يتعلمونها ويستخدمونها في وثائقهم وخطاباتهم حتي ولو كانوا يجهلونها . ولا جدال في أن اللغة المصرية كانت لا تزال تستخدم في الكتابة الدينية والتخاطب فضلا عن تحرير العقود والرسائل.
وقد صحب ازدياد اللغة اليونانية ونقص استعمال الديموطيقية تدوين هذه اللغة بحروف يونانية .وتبع وضع الأبجدية القبطية تنظيم هذه اللغة المصرية الدارجةلرفعها إلي مصاف اللغات الأدبية ،وأدي ذلك إلي أن ظهرت اللغة القبطية بآدابها منذ أواسط القرن الثالث الميلادي.[2]
أصل كلمة قبطي
كلمة قبطي ترجع ف الأصل الي الكلمه المصرية القديمة(الهيروغليفية) إي _ كا _ بتاح (E-KA-PTAH ) منزل روح بتاح   (the house of the spirit of ptah) إي: تعني منزل ، وكا: تعني الروح ، وبتاح: هو احد اشهر الالهة في مصر القديمة فكلمة قبطي ومصري واحده من ناحية اللغة.[3]
الأبجدية القبطية
يتكون الخط القبطي من 32 حرف مشتقين من مصدرين :
اول 25 حرف من الابجدية اليونانية (مع العلم ان الحروف اليونانية يرجع أصلها الي الحروف المصرية القديمة) و7 احرف من الخط الديموطيقي ف اللهجةالبحيريه بينما استعارت اللهجة الصعيدية ستة أحرف فقط .[4]
وتعددت لهجات اللغة القبطية ما بين :
1-     اللهجة الصعيدية :وكانت هذه اللهجة السائدة والرسميةالمختارو لترجمة الانجيل .
2-     واللهجةالبحيريه :وهي لهجه الترانيم ف الكنيسة .
3-     وهناك أيضا لهجات أخري متعددة (فيوميه ، أخميمية ، شبه أخميميه ، منفيه وغيرها )[5]
كما أن استعمال اللغة القبطية بجانب اللغة العربية في مصر لمده طويله من الزمن قد ترك آثارا قبطيه كثيره في لغتنا العربية الدراجة ككلمات وتعابير وتراكيب أثرت علي تعابير وتراكيب اللغة العربية الدارجة في مصر حتي نطق هذه الأخيرة حتي أصبحت لغة مصر الدارجة مختلفة بالمرة عن سائر لهجات اللغة العربية المستعملة في الأقطار المجاورة لمصر ليس فقط في معجمها بل وفي نحوها وصرفها.[6]
وبدأ اضمحلال اللغة القبطية في القرن التاسع ،وأخذت العربية تناهضها ،ويؤيد ذلك وثيقه هامه عن الرؤيا المنسوبة خطأ لإبنا صموئيل القلموني من القرن العاشر ،وتحوي حثاً مؤثرا علي الاهتمام باللغة القبطية ،ومنها نعرف أن اللغة العربية بدأت تحل محل اللغة القبطية في هذا القرن حتي في معظم جهات الوجه القبلي .[7]
وكتب المصريون الأقباط لغتهم علي أنواع متنوعه مثل البردي أو من الشرائح الرقيقة لجلد الغزال المجففة والتي استخدمت حتي القرن الثالث عشر .
وهناك أنواع مختلفة من الكتابة بدأت تظهر من القرن الثالث عشر الميلادي تُسمي الأوستراكا وهي أجزاء من أواني فخاريه حيث قدمت سطوحها وسيله أخري للكتابة وبأسعار معقوله .وكتبت بها المراسلات ،النصوص القانونية والعقود والاتفاقات وكذلك الوثائق الضريبية وكذلك نصوص المزامير وكانت مع العديد من انواع النصوص التي ظهرت علي الأوستراكا من العصر القبطي .وكان يذكر علي الأوستراكا أيضا مراراًوتكراراً أسماء القري والأديرة وكذلك مواقع مشابهه للتي كانت مذكورة في أوراق البردي .[8]
وأمثله قليله تظهر نصوصا تحوي كلا من القبطية واليونانية او اليونانية فقط .[9]
وكانت قطع الفخار تستعمل من قبل الاقباط للكتابة كالورق والبردي وعلي هذه القطع نصوص بالقلم القبطي بمداد أسود كان يصنع خصيصا لكتابة الفخار وبالرغم من أن هذه القطع تكاد تكون متشابه في نصوصها إلا أنه عثر علي نصوص تاريخيه هامه فمنها ما يشمل المكاتبات التي كان يرسلها الاباء الرهبان لروؤساء أديرتهم وعرف لنا الشيء الكثير عن أحوالهم المعيشية وحياتهم ومنها أيضا إيصالات وكمبيالات وكشوف حسابات واذونات تسليم  وعقود زواج ومبايعات ووصايا للميراثومجادلات لاهوتية وخلافها.
كذلك الاحجار المكتوبة التي استعملت كشواهد للقبور والتي عثر عليها في المقابر والجبانات القبطية بجهة سقاره والاشمونين والفيوم واسيوط واسوان وتختلف انواع الاحجار المصنوعة منها هذه كشواهد بحسب الجهات التي كانت مستعمله بها .
ومن الغريب انه باختلاف الجهات وانواع الاحجار كان تنوع الكتابات المنقوشة علي الحجر وذلك تبعا لصلابة او سهولة هذه الاحجار وكانت تتنوع أيضا الكتابة وشكل أسلوبها الانشائي المخطوط عليها تبعا لاختلاف هذه الجهات.[10]
وبهذا يمكننا القول أن اللغة القبطية تعتبر أخر مرحله وصل إليها اللسان المصري القديم الذي كان أول من بدأ يكتب معبراً عما في قلبه وما يريده داخل المجتمع بحروف سواء كانت تصويريه أو اشارات لها دلاله صوتيه ، فاللغة القبطية لها صلة قرابه فرعونيه متأصله داخل كلماتها وقواعدها وتعبيراتها وكل ما فيها ، حتي أن كل من تنازعه مشاعره ليكون مصرياً أصيلا فرعونيا ونبت تلك الكنانة سنجده ولو عاطفيا يحنو نحو اللغة القبطية لأنها من دمه وعلي لسانه دون أن يدري .


للمزيد تابعونا من 
للدورات المجانية اشترك في القناة

 




[1]اليكس مالون ، المرجع في قواعد الللغهالقبطيه ، ت ، ملاك ميخائيل ، حبيب الشاروني ، 1969،ص 13 ،14 ،18
[2]المرجع في قواعد اللغهالقبطيه مترجم من كتاب Alexis mallon ,s.j,grammairecoptemquatriemeeditin , revae par michelmalinineimprimeriecatholique,beyrouth 1969، ترجمة ملاك ميخائيل ، حبيب الشاروني

[3]Adeebbasili maker , the Coptic language introduction ,p.4  

[5]Lambdin .t.,sahidic Coptic ,p.8 
[6]جورج صبحي ،قواعد اللغهالقبطيه ،1965،ص4،3
[7]اليكسسمالون،المرجع ف قواعد اللغهالقبطيه ، ت، ملاك ميخائيل ، حبيب الشاروني ،1969،ص 31
[8]W. E.  crum , Coptic ostraca, London,1902,p18
[9]supreme council of antiquities exhibition,Coptic art revealed , 2010,cairo p213.
[10]نفس المرجع السابق ،ص91.

نشر في : 9:52 م |  من طرف Unknown


المظاهر الحضارية فى روما الملكية
 بقلم د/ نعيمه على البحباح  


من خلال عامود من الحجر الاسود ثم العثور عليه تحث أرضية الفورم الرومانى  فى روما يعود الى القرن السادس قبل الميلاد, تبين منه أن النظام السياسى القائم كان ملكى؛ لورود لفظ ملك, ولعل ما يؤكد ذلك استمرار استخدام هذا المصطلح  فى لقبين من ألقاب حكام عصر الجمهورية تمثلا فى  inter- rex))   ومعناه الحاكم المؤقت, ويلقب بـ ملك القرابين الذى يتم اختياره فى أعقاب وفاة القنصليين أو استقالتهما ؛ حيث يسند اليه مهمة الاشراف على من ينتخب مكانهما ([1]), وبناءاً عليه  اعْتُبِر التاريخ الذى حدد لإنشاء مدينة روما (753ق.م) هو بداية النظام الملكى فى المملكة الرومانية والذى استمر حتى عام (509 ق.م) ؛ أى سقوط الملكية وقيام النظام الجمهورى([2]).
     فما هى طبيعة هذا النظام الملكى؟
أولاً: السلطة السياسية:
       كانت الملكية الرومانية انتخابية  من قبل الاسر النبيلة ,ثم يقر الشعب هذا الاختيار,ويمنح الملك سلطة الامبريوم([3]) وبموجب هذه السلطة يتمتع الملك بالسلطات الآتية:    
1 - السلطة الدينية :
         لم يكن الملك له السلطة الدينية المطلقة لوجود هيئة الكهنة والعرافين الذى عليه الحصول على موافقتهم قبل البث فى الأمور المهمة, على الرغم من كونه الوسيط بين البشر والآلهة ([4]).
2 - السلطة السياسية والعسكرية :
        يباشر الملك سلطاته العسكرية أثناء الحروب([5]), ويدير دفة الحكم , وهنا يقتضي استشارة مجلس الشيوخ المكون من المسنين من رؤساء العشائر الرومانية([6]).
3- السلطة القضائية :
 بموجبها يصبح من حق الملك إصدار القوانين وأحكام الإعدام ,ولا تنفد الأخيرة إلا بموافقة مجلس الشيوخ([7]).
 وكانت هناك  عدة مجالس سياسية تساعد الملك فى تسيير شؤون المملكة منها:
 1- جمعية الاحياء :
       يجتمع أعضاءها بدعوى من الملك , لعرض ما يهم الشعب الرومانى كالوصاية ومنح حقوق المواطنة, ولم يكن لها سلطة تشريعية, وإنما يتوجب عليها إبداء الموافقة اتناء إعلان الحرب أو تنصيب ملك ومنحه سلطة الإمبريوم ([8]), وتتكون هذه الجمعية من  ثلاث قبائل هى: تيتس, ورمنس, ولوقرس, ويرجَّح أن هذا التقسيم جاء على أساس المناطق السكنية وليس على أساس الجنس؛ حتى تؤدى كل قبيلة ما عليها للدولة من مال وجنود بناءً على أمر الملك ([9]).
2- مجلس الشعب:
      يضم هذا المجلس العشائر المكونة للمجتمع الروماني, يطلق على كل منها (كوريا), ومن وظائفه : منح سلطة الأمبريوم للملك والموافقة أو الرفض على ما يعرض عليه من أمور, كما كان لكل كوريا صوت يعبر عن الرأى بأغلبية أعضائه فى المسائل السياسية([10]).
      ويتضح مما تقدم أن سلطة الملك  لم تكن مطلقة؛ لخضوعها بشكل او بأخر للهيئات السياسية سالفة الذكر.
ثانياً :  الحياة الاقتصادية فى العهد الملكى:
     كانت مساحة الإقليم الرومانى لا تزيد عن (500 كلم),إلا أن فلاحة الأرض ورعى الماشية من أبرز الأنشطة الاقتصادية, وقد اتسمت ملكية الأراضى الزراعية بالملكية الفردية,بينما ملكية الأراضى الرعوية بالملكية الجماعية, كما شهدت الصناعة تقدماً ويرجَّح إنشاء نقاباتٍ للعمال الأحرار خلال هذا العصر من أولئك المشتغلين بصناعة الفخار والمعادن , كالحديد, والذهب ودباغة الجلود وغيرها, كما حضيت التجارة الداخلية والخارجية بازدهار , ويستدل على ذلك من وجود الأنية القورنتية والأنيقية فى روما, فضلا عن إقامة مستعمرة وسوق على تل الافنتينوس؛ لتسهيل التقاء التجار الآتين مع التجار القادمين من أماكن خارجية مختلفة([11]).
ثالثاً : الحياة الاجتماعية فى العهد الملكى:
                  يتكون المجتمع الرومانى من جميع المواطنين الأحرار والصالحين لأداء الخدمة العسكرية, والمشاركة فى الطقوس الدينية, وحضور اجتماعات جمعيتها الشعبية, وأقدم اسم عُرف به هولاء هو (كوريتيس)؛ أى المدنيين من المواطنيين, ولعل ما يؤكد ذلك هو عندما حدثت فتنة بين رجال فرقة يوليوس قيصر العاشرة, جمعهم وخاطبهم بقوله أيه الكوريتيس؛ أى أنهم أصبحوا مسرحين من الجيش([12]).
           يتكون المجتمع الرومانى من طبقتين : هما طبقة البطارقة , وطبقة العامة, وتتكون الطبقة الأولى من كبار مُلاَك الأراضي, وتتمتع هذه الطبقة بنفوذ وامتيازات فى الدولة؛ لثراء أفرادها وإلمامهم بأساليب القتال, وتمتعهم بكثرة الاتباع ؛مما يتيح لهم جمع أعداد كبيرةأثناء الحروب, فضلاً عن عراقة أصلهم وثقافتهم وتوافر الفرص ؛ ليكونوا من مستشارى الملك فى الجوانب الدينية والسياسية والقضائية ([13]).
طبقة العامة:
     شملت هذه الطبقة متوسطى الدخل الأحرار من ملاَّك الأراضى الصغيرة والتجار وأرباب الحرف المختلفة , وممن يؤجرون  الأراضي, وهؤلاء ارتبطوا بعلاقات والتزامات مع أصحاب الاراضى حتى يضمنوا حماية أصحاب الأرض  من ذات الطبقة ؛ تحقيقاً للأمان ومواجهة اعتداء الآخرين عليهم مقابل بقائهم على ولائهم بفلاحة أراضى من يتبعون, وتقديم المساعدة القتالية إذا اقتضى الأمر ([14]) , وسميت هذه العلاقة بالتبعية من ناحية التابع والرعوية من ناحية الراعى([15]).
رابعاً : الحياة الدينية فى العهد الملكى :
       انعكس الطابع الريفى  على ديانة  المجتمع الروماني, فكل أسرة تعبد القوى الخفية أو الأرواح ؛ لترعى بيتها أو مكان عملها إذ اعتقدوا بوجود قوى وأرواح تساعد أو تعرقل الرعاة أو المزارعين فى نشاطهم اليومى, أو ترشد أفراد الأسرة فى كافة شؤونهم اليومية من زواج أو طلاق, مثل:  الألهة (يونو) حامية النساء فى مضاجعهن  ومخاضهن([16]) والإله: (يانوس) حارس باب المنزل, و(لارفامبلياريس) حامية البيت والارض, و(مارس) باعث الحياة فى كل نبات ربيع, و(يوبتر) المسيطر على الشمس والامطار([17]).
     ديانة الدولة الرسمية :  ماثلت ديانة الدولة ديانة الأسرة ؛ إذ أصبح الإله (يانوس) حارس أبواب روما , و(مارس) الإله الذى يحول تيار المعارك الحربية إلى صالح المملكة الرومانية, والإله (يوبتر) الساهر على مصالح المملكة, وتسانده فى أداء مهامه (يونو ومنيرفا), ومن هذه الألهة الثلاثة تكون الثالوث الرومانى, وهنا يتضح مدى تأثر الديانة الرومانية بالديانة الإغريقية ,فالربة (منيرفا) ما هى الا الربة أثينا الإغريقية, كما تأثرت الديانة الرومانية أيضاً بالديانة الأتروسقية والتى تتضح فى مظهرين, أولهما استبدال المدابح القديمة التى كانت تقام للإلهة بمعابد على الطراز الأتروسقى,وثانيهما استطلاع رغبات الألهة قبل اتخاذ أي قرار أو القيام بأى عمل, مما اقتضى تكوين هيئة من العرَّافين لأداء هذه المهمة, وكانت ملاحظة الطيور فى حومها  والدجاج فى إلتقاط آكله, وفحص أحشاء القرابين, وتفسير الظواهر الطبيعية, من أهم مظاهر  استطلاع رغبات الألهة أما طقوس العبادة فقد كانت عبارة عن سكب مقدار من اللبن أو النبيذ؛ لكسب رضا الألهة, فإذا استجابت للتضرع وجب تقديم قربان , وإن لم تستجب على المتضرع الاستمرار فى الضراعة حتى يكسب رضاها.
وفى أواخر العصر الملكى أصبحت هناك هيئات دينية  فى المجتمع الرومانى تمثلت فى : هيئة كبار الكهنة, وهيئة حارقى القرابين, وهيئة العرافين, وهيئة الراقصين الذين كانوا يؤدون رقصات دينية, وهم مسلحون لاستجداء رضا إله الحرب مارس , وهيئة أخوة الذئب الذين يعدون حول السياج المقدس ؛ ليبعدوا الأرواح الشريرة عن دولتهم, والعقم عن نسائهم وقطعانهم([18]).
 

للمزيد تابعونا من 
للدورات المجانية اشترك في القناة






([1])  نصحى,ا براهيم, تاريخ الرومان, ج/1, منشورات الجامعة الليبية, دار النجاح, بيروت, 1971, ص 85  .

([2]) يحيي, لطفى عبد الوهاب , تاريخ اليونان والرومان , دار المعرفة الجامعية, 2008, ص 215.    

([3]) أيوب, ابراهيم رزق, التاريخ الرومانى, منشورات جامعة سبها, 1996, ص 36.
([4]) نصحى,ا براهيم, تاريخ الرومان, ج/2, منشورات الجامعة الليبية,1973, ص 32.
([5]) شحاته محمد اسماعيل, دراسات فى التاريخ الرومانى, القاهرة, 1984, ص 45.
([6]) العبادى, مصطفى, الامبراطورية الرومانية, بيروت, 1981, ص 45.
([7]) شحاته, مرجع سابق, ص 43.
([8]) العبادى, مرجع سابق, ص 46.
([9])  نصحى, ج/1, ص 95  .
([10]) شحاته,مرجع سابق, ص 45.             
([11]) نصحى,ج/1, ص 88 - 89..
([12]) المرجع نفسه, ص 89 .
([13]) المرجع نفسه, ص 89, 91 - 92.
([14]) أيوب, مرجع سابق, ص 38.
([15]) نصحى, ج/1,ص91 .
([16]) المرجع نفسه, ص 92.
([17]) أيوب, مرجع سابق, ص  40.
([18]) نصحى, ج/1, ص 94 - 95 .
.

المظاهر الحضارية فى روما الملكية



المظاهر الحضارية فى روما الملكية
 بقلم د/ نعيمه على البحباح  


من خلال عامود من الحجر الاسود ثم العثور عليه تحث أرضية الفورم الرومانى  فى روما يعود الى القرن السادس قبل الميلاد, تبين منه أن النظام السياسى القائم كان ملكى؛ لورود لفظ ملك, ولعل ما يؤكد ذلك استمرار استخدام هذا المصطلح  فى لقبين من ألقاب حكام عصر الجمهورية تمثلا فى  inter- rex))   ومعناه الحاكم المؤقت, ويلقب بـ ملك القرابين الذى يتم اختياره فى أعقاب وفاة القنصليين أو استقالتهما ؛ حيث يسند اليه مهمة الاشراف على من ينتخب مكانهما ([1]), وبناءاً عليه  اعْتُبِر التاريخ الذى حدد لإنشاء مدينة روما (753ق.م) هو بداية النظام الملكى فى المملكة الرومانية والذى استمر حتى عام (509 ق.م) ؛ أى سقوط الملكية وقيام النظام الجمهورى([2]).
     فما هى طبيعة هذا النظام الملكى؟
أولاً: السلطة السياسية:
       كانت الملكية الرومانية انتخابية  من قبل الاسر النبيلة ,ثم يقر الشعب هذا الاختيار,ويمنح الملك سلطة الامبريوم([3]) وبموجب هذه السلطة يتمتع الملك بالسلطات الآتية:    
1 - السلطة الدينية :
         لم يكن الملك له السلطة الدينية المطلقة لوجود هيئة الكهنة والعرافين الذى عليه الحصول على موافقتهم قبل البث فى الأمور المهمة, على الرغم من كونه الوسيط بين البشر والآلهة ([4]).
2 - السلطة السياسية والعسكرية :
        يباشر الملك سلطاته العسكرية أثناء الحروب([5]), ويدير دفة الحكم , وهنا يقتضي استشارة مجلس الشيوخ المكون من المسنين من رؤساء العشائر الرومانية([6]).
3- السلطة القضائية :
 بموجبها يصبح من حق الملك إصدار القوانين وأحكام الإعدام ,ولا تنفد الأخيرة إلا بموافقة مجلس الشيوخ([7]).
 وكانت هناك  عدة مجالس سياسية تساعد الملك فى تسيير شؤون المملكة منها:
 1- جمعية الاحياء :
       يجتمع أعضاءها بدعوى من الملك , لعرض ما يهم الشعب الرومانى كالوصاية ومنح حقوق المواطنة, ولم يكن لها سلطة تشريعية, وإنما يتوجب عليها إبداء الموافقة اتناء إعلان الحرب أو تنصيب ملك ومنحه سلطة الإمبريوم ([8]), وتتكون هذه الجمعية من  ثلاث قبائل هى: تيتس, ورمنس, ولوقرس, ويرجَّح أن هذا التقسيم جاء على أساس المناطق السكنية وليس على أساس الجنس؛ حتى تؤدى كل قبيلة ما عليها للدولة من مال وجنود بناءً على أمر الملك ([9]).
2- مجلس الشعب:
      يضم هذا المجلس العشائر المكونة للمجتمع الروماني, يطلق على كل منها (كوريا), ومن وظائفه : منح سلطة الأمبريوم للملك والموافقة أو الرفض على ما يعرض عليه من أمور, كما كان لكل كوريا صوت يعبر عن الرأى بأغلبية أعضائه فى المسائل السياسية([10]).
      ويتضح مما تقدم أن سلطة الملك  لم تكن مطلقة؛ لخضوعها بشكل او بأخر للهيئات السياسية سالفة الذكر.
ثانياً :  الحياة الاقتصادية فى العهد الملكى:
     كانت مساحة الإقليم الرومانى لا تزيد عن (500 كلم),إلا أن فلاحة الأرض ورعى الماشية من أبرز الأنشطة الاقتصادية, وقد اتسمت ملكية الأراضى الزراعية بالملكية الفردية,بينما ملكية الأراضى الرعوية بالملكية الجماعية, كما شهدت الصناعة تقدماً ويرجَّح إنشاء نقاباتٍ للعمال الأحرار خلال هذا العصر من أولئك المشتغلين بصناعة الفخار والمعادن , كالحديد, والذهب ودباغة الجلود وغيرها, كما حضيت التجارة الداخلية والخارجية بازدهار , ويستدل على ذلك من وجود الأنية القورنتية والأنيقية فى روما, فضلا عن إقامة مستعمرة وسوق على تل الافنتينوس؛ لتسهيل التقاء التجار الآتين مع التجار القادمين من أماكن خارجية مختلفة([11]).
ثالثاً : الحياة الاجتماعية فى العهد الملكى:
                  يتكون المجتمع الرومانى من جميع المواطنين الأحرار والصالحين لأداء الخدمة العسكرية, والمشاركة فى الطقوس الدينية, وحضور اجتماعات جمعيتها الشعبية, وأقدم اسم عُرف به هولاء هو (كوريتيس)؛ أى المدنيين من المواطنيين, ولعل ما يؤكد ذلك هو عندما حدثت فتنة بين رجال فرقة يوليوس قيصر العاشرة, جمعهم وخاطبهم بقوله أيه الكوريتيس؛ أى أنهم أصبحوا مسرحين من الجيش([12]).
           يتكون المجتمع الرومانى من طبقتين : هما طبقة البطارقة , وطبقة العامة, وتتكون الطبقة الأولى من كبار مُلاَك الأراضي, وتتمتع هذه الطبقة بنفوذ وامتيازات فى الدولة؛ لثراء أفرادها وإلمامهم بأساليب القتال, وتمتعهم بكثرة الاتباع ؛مما يتيح لهم جمع أعداد كبيرةأثناء الحروب, فضلاً عن عراقة أصلهم وثقافتهم وتوافر الفرص ؛ ليكونوا من مستشارى الملك فى الجوانب الدينية والسياسية والقضائية ([13]).
طبقة العامة:
     شملت هذه الطبقة متوسطى الدخل الأحرار من ملاَّك الأراضى الصغيرة والتجار وأرباب الحرف المختلفة , وممن يؤجرون  الأراضي, وهؤلاء ارتبطوا بعلاقات والتزامات مع أصحاب الاراضى حتى يضمنوا حماية أصحاب الأرض  من ذات الطبقة ؛ تحقيقاً للأمان ومواجهة اعتداء الآخرين عليهم مقابل بقائهم على ولائهم بفلاحة أراضى من يتبعون, وتقديم المساعدة القتالية إذا اقتضى الأمر ([14]) , وسميت هذه العلاقة بالتبعية من ناحية التابع والرعوية من ناحية الراعى([15]).
رابعاً : الحياة الدينية فى العهد الملكى :
       انعكس الطابع الريفى  على ديانة  المجتمع الروماني, فكل أسرة تعبد القوى الخفية أو الأرواح ؛ لترعى بيتها أو مكان عملها إذ اعتقدوا بوجود قوى وأرواح تساعد أو تعرقل الرعاة أو المزارعين فى نشاطهم اليومى, أو ترشد أفراد الأسرة فى كافة شؤونهم اليومية من زواج أو طلاق, مثل:  الألهة (يونو) حامية النساء فى مضاجعهن  ومخاضهن([16]) والإله: (يانوس) حارس باب المنزل, و(لارفامبلياريس) حامية البيت والارض, و(مارس) باعث الحياة فى كل نبات ربيع, و(يوبتر) المسيطر على الشمس والامطار([17]).
     ديانة الدولة الرسمية :  ماثلت ديانة الدولة ديانة الأسرة ؛ إذ أصبح الإله (يانوس) حارس أبواب روما , و(مارس) الإله الذى يحول تيار المعارك الحربية إلى صالح المملكة الرومانية, والإله (يوبتر) الساهر على مصالح المملكة, وتسانده فى أداء مهامه (يونو ومنيرفا), ومن هذه الألهة الثلاثة تكون الثالوث الرومانى, وهنا يتضح مدى تأثر الديانة الرومانية بالديانة الإغريقية ,فالربة (منيرفا) ما هى الا الربة أثينا الإغريقية, كما تأثرت الديانة الرومانية أيضاً بالديانة الأتروسقية والتى تتضح فى مظهرين, أولهما استبدال المدابح القديمة التى كانت تقام للإلهة بمعابد على الطراز الأتروسقى,وثانيهما استطلاع رغبات الألهة قبل اتخاذ أي قرار أو القيام بأى عمل, مما اقتضى تكوين هيئة من العرَّافين لأداء هذه المهمة, وكانت ملاحظة الطيور فى حومها  والدجاج فى إلتقاط آكله, وفحص أحشاء القرابين, وتفسير الظواهر الطبيعية, من أهم مظاهر  استطلاع رغبات الألهة أما طقوس العبادة فقد كانت عبارة عن سكب مقدار من اللبن أو النبيذ؛ لكسب رضا الألهة, فإذا استجابت للتضرع وجب تقديم قربان , وإن لم تستجب على المتضرع الاستمرار فى الضراعة حتى يكسب رضاها.
وفى أواخر العصر الملكى أصبحت هناك هيئات دينية  فى المجتمع الرومانى تمثلت فى : هيئة كبار الكهنة, وهيئة حارقى القرابين, وهيئة العرافين, وهيئة الراقصين الذين كانوا يؤدون رقصات دينية, وهم مسلحون لاستجداء رضا إله الحرب مارس , وهيئة أخوة الذئب الذين يعدون حول السياج المقدس ؛ ليبعدوا الأرواح الشريرة عن دولتهم, والعقم عن نسائهم وقطعانهم([18]).
 

للمزيد تابعونا من 
للدورات المجانية اشترك في القناة






([1])  نصحى,ا براهيم, تاريخ الرومان, ج/1, منشورات الجامعة الليبية, دار النجاح, بيروت, 1971, ص 85  .

([2]) يحيي, لطفى عبد الوهاب , تاريخ اليونان والرومان , دار المعرفة الجامعية, 2008, ص 215.    

([3]) أيوب, ابراهيم رزق, التاريخ الرومانى, منشورات جامعة سبها, 1996, ص 36.
([4]) نصحى,ا براهيم, تاريخ الرومان, ج/2, منشورات الجامعة الليبية,1973, ص 32.
([5]) شحاته محمد اسماعيل, دراسات فى التاريخ الرومانى, القاهرة, 1984, ص 45.
([6]) العبادى, مصطفى, الامبراطورية الرومانية, بيروت, 1981, ص 45.
([7]) شحاته, مرجع سابق, ص 43.
([8]) العبادى, مرجع سابق, ص 46.
([9])  نصحى, ج/1, ص 95  .
([10]) شحاته,مرجع سابق, ص 45.             
([11]) نصحى,ج/1, ص 88 - 89..
([12]) المرجع نفسه, ص 89 .
([13]) المرجع نفسه, ص 89, 91 - 92.
([14]) أيوب, مرجع سابق, ص 38.
([15]) نصحى, ج/1,ص91 .
([16]) المرجع نفسه, ص 92.
([17]) أيوب, مرجع سابق, ص  40.
([18]) نصحى, ج/1, ص 94 - 95 .
.

نشر في : 9:50 م |  من طرف Unknown
back to top